رام الله – دنيا الوطن- 14/4/2018
تواصل حكومة الاحتلال استثمار موقف الادارة الاميركية من مدينة القدس واعترافها بها عاصمة لدولة اسرائيل من أجل الاستيلاء على المزيد من أراضي وأملاك المواطنين الفلسطينيين في المدينة بمختلف الأساليب والحيل . ففي سياق استكمال سياسة التهويد وعمليات التطهير العرقي وبالتحديد في القدس المحتلة تنوي سلطات الاحتلال وبلدية نير بركات البدء في لعبة استيلاء جديدة على اراضي المقدسيين وممتلكاتهم من خلال تسوية الأراضي في القدس الشرقية المحتلة وتسجيلها في “الطابو”، مع ما قد يترتب على ذلك من سطو على اراضي وأملاك الفلسطينيين بذريعة مصادرة أراضي “غائبين” .
والى هذه الاساليب في السطو اللصوصي على الاراضي والممتلكات تخطط بلدية نير بركات الى إدخال مبالغ طائلة إلى الخزينة الإسرائيلية وإلى بلدية الاحتلال القدس. حيث تزعم بلدية الاحتلال إن ٩٠٪ من الأراضي في شرق القدس غير مسجلة في الطابو مما يتسبب بمشاكل في الحصول على تراخيص للبناء عليها ، ومشاكل أخرى متعلقة بعقود البيع والشراء. والطابو هنا هو عبارة عن سندات ملكية للأرض تعدّ عامل أمان كونه يثبت الملكية النهائية للأرض ويمنع حتى المحاكم من إعادة النظر فيها، فهي عبارة عن سندات يمنع الطعن في ملكيتها إذ تعدّه المحكمة سندا رسميا لمالك رسمي أثبت ملكيته للأرض.
وهناك خشية من أن تكون إحدى النتائج المحتملة لتسجيل الأراضي في الطابو إلغاء الكثير من عقود بيع الأراضي التي لم يتم تسجيلها ، فضلا عن موجة من الملاحقات الضريبية لأهالي القدس . ويتخوف المواطنون في شرق القدس أيضاً من نقل السلطات الإسرائيلية وبلدية نير بركات المزيد من الأراضي إلى اليهود والجمعيات الاستيطانية خاصة تلك التي قد لا يتمكن المقدسيون من إثبات ملكيتها. مع العلم انه لم تسمح السلطات الإسرائيلية، منذ احتلال القدس عام 1967، بتسجيل أي أرض بملكية فلسطينية تقع في أحياء المدينة المحتلة أو القرى والبلدات التي تحيطها في مكاتب السجل العقاري التابع لوزارة القضاة الإسرائيلية، وفي مدينة القدس كذلك استولى مستوطنون من جمعية “عطيرات كوهنيم” الاستيطانية على منزلين في حارة بطن الهوى في سلوان جنوب المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال ورافق عناصر من شرطة الاحتلال المستوطنين لدى دخولهم المنزلين.وتزعم الجمعية الاستيطانية أن المستوطنين امتلكوا الأرض التي أقيم عليها المنزلان ومنازل أخرى منذ العام 1899، وبالتالي يطالبون باسترجاع الأرض ومصادرة ما عليها من منازل فلسطينية. كما أخلت سلطات الاحتلال منزلًا في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، لمصلحة جمعيات استيطانية، ويأتي هذا الاستيلاء في سياق رفع عدد البؤر الاستيطانية وانتشارها في منطقة سلوان الأقرب للأقصى، والتي شهدت خلال الفترة الأخيرة، الاستيلاء على عدة مبان ومنازل وعقارات في أحياء مختلفة من سلوان، بدعم وإسناد من مؤسسات الاحتلال.
فيما واصلت طواقم تابعة لمؤسسات الاحتلال وفي مقدمتها بلدية القدس ، حفرياتها التهويدية بمقبرة اليوسفية الملاصقة لسور القدس التاريخي من جهة باب الأسباط ، ولم تعد الطريق الأقرب التي تصل بابي الساهرة والأسباط (من أبواب القدس القديمة) متاحة أمام المواطنين ، بسبب استمرار إغلاقها منذ نحو 10 شهور. وكانت بلدية الاحتلال في القدس وضعت لافتة كبيرة في المنطقة تشرح فيها أن الطريق مغلقة بذريعة أعمال الصيانة والحفريات ، في الوقت الذي يؤكد فيه أبناء المدينة المقدسة أن الهدف الحقيقي هو انشاء حديقة تلمودية ملاصقة لسور الاقصى . وتمتد أملاك المقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية على مساحة 14 دونما، من منطقة برج اللقلق شمالا حتى باب الأسباط جنوبا كما نفذت بلدية القدس العبرية حفريات عميقة وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط، بالإضافة إلى بركة رومانية ظلت تستعمل حتى العهد الأردني. كما هدمت جرافات الاحتلال سور المقبرة اليوسفية الملاصق لباب الأسباط، و أزالت درجها الأثري.
وفي سياق سعي سلطات الاحتلال الى ربط المستوطنات بكتل استيطانية متصلة، للقضاء على الترابط الجغرافي للضفة الغربية مع القدس المحتلة تخطط وزارة البناء والاسكان الاسرائيلية الى بناء 1600 وحدة استيطانية في شمال شرق مدينة القدس المحتلة ، وستتوزع الوحدات على عددٍ من المشاريع، ستقام في مستوطنة “نفي يعقوب” وفي ومستوطنة “جبعات بنيامين””أدم”،ويضم مساحة مصنفة كمناطق (c ) في مناطق تحاذي احياء وقرى فلسطينية وستقطع الاحياء العربية في شرقي المدينة والمتضررون هم اهالي قرية حزما وحي الرام الذين لم يتمكنوا من التوسع في المستقبل وسيظلون في مناطق معزولة .
وفي اطار سياسة التضييق على المواطنين في محافظة الخليل ودفعهم لمغادرة اراضيهم هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي ، مدرسة زنوتا الأساسية المختلطة في التجمع البدوي شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وهي المدرسة رقم (7) ضمن مدارس التحدي التي افتتحت مؤخرا. وتضم المدرسة 43 طالبا وطالبة ، بمن فيهم 10 أطفال في رياض الأطفال ، إلى جانب عدد من المعلمين والمعلمات. وتشمل المدرسة التي استهدفت بالهدم والمشيدة بألواح “الزينكو” والطوب، على 6 غرف ومرافق ووحدة صحية .
وفي تقريرها الأخير ، الذي صدر نهاية الاسبوع وثقت الامم المتحدة إغلاق وهدم قوات الاحتلال 15 مبنى في المنطقة المصنفة ( ج ) وفي القدس المحتلة بحجة عدم وجود تصاريح للبناء وتشريد العشرات من المواطنين الفلسطينيين . وكان من بين المجتمعات المتضررة خربة زنوتا في جنوب الخليل . كما تم الاستيلاء على مبنيين لمدرسة ابتدائية تضم اربعا وعشرين طالبا . وأشار تقرير مكتب الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الى ان 44 مدرسة ابتدائية ( 36 ) منها في منطقة ج و ( 8 ) في القدس الشرقية تخدم حاليا حوالي خمسة الاف طفل ، معرضة لخطر الهدم او الاستيلاء بحجة عدم وجود تراخيص بناء ، الأمر الذي يؤشر على سياسة التطهير العرقي ، التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد التجمعات البدوية الفلسطينية .
على صعيد آخر عادت عصابات تدفيع الثمن تضرب من جديد تحت سمع وبصر قوات الاحتلال . فقد اضرم مستوطنون النار بمسجد الشيخ سعادة ، في بلدة عقربا قضاء نابلس في المنطقة الغربية من القرية أشعلوا النار بواسطة مواد سريعة الاشتعال ما ادى الى احراق جزء من المسجد . وخطوا شعارات عنصرية على مدخل المسجد وعلم أن أفراد عصابة تدفيع الثمن كتبوا شعار العصابة المتطرفة “تاغ محير” على أحد جدران مدخل المسجد. كما كتبوا باللغة العبرية “انتقام“..
واعتبر المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان هذه الجريمة التي اقترفتها عصابات ما تسمى “تدفيع الثمن ” نتاج التحريض والعنصرية والتشجيع من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي ترعى إرهاب المستوطنين ، وتقيم لهم المستوطنات ، وتوفر لهم الحماية ، وهم يشكلون أحد أذرع الاحتلال الإسرائيلي واحد ادواته ايضا في جرائم القتل والاستيلاء على اراضي الفلسطينيين ، وطالب المكتب الوطني بتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته ، وحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الممارسات ارهابية والاجرامية التي يقوم بها المستوطنون ودعا المجتمع الدولي للضغط على حكومة اسرائيل ودفعها على الانصياع للقوانين الدولية.