يوم الزي الفلسطيني

2022/7/25

أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأول من آب / أغسطس 2018، قراراً بإعتبار 25 تموز / يوليو من كل عام يوماً يحتفل به الشعب الفلسطيني بيوم الزي الفلسطيني، لقيمته في ترسيخ الهوية الثقافية التاريخية، لما يمثله من رمزية لدى الشعب الفلسطيني حتى أصبح الزي الفلسطيني رمزاً يستخدمه المتضامنين مع القضية الفلسطينية بارتدائهم الكوفية في المظاهرات وارتدائهم الثوب الفلسطيني في مناسباتهم وغير ذلك، للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللتعبير عن رفضهم الممارسات والإعتداءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا، والتي لم يسلم منها تراثنا الفلسطيني من محاولاتهم سرقته ونسبه لهم.

يوثق الزي الشعبي الفلسطيني علاقة الشعب الفلسطيني بأرضه وهويته الثقافية والتاريخية، وينبع ذلك من العمق التاريخي للزي الفلسطيني عبر العصور التاريخية التي مرت بها فلسطين، لا سيما ما تم اكتشافه بين عامي 1930-1940 في كهف “ام قطفة” منطقة البحر الميت، حيث تم العثور على نقش يصور الانسان مرحلة الصيد وصناعة لباسه من جلود الحيوانات والتي تعود الى 35000 عام قبل الميلاد، وتضيف عالمة الاثار البريطانية كاثلين كينيون ان فلسطين عرفت الملابس المنسوجة بعد مرحلة الزراعة والتدجين والاستقرار في الالف السابع قبل الميلاد من خلال اكتشافها لتمثال الالهة الام “عناة” الهة الخصب، وما تم اكتشافه في موقع تل السلطان في أريحا، حيث تم العثور على جمجمة جصية مزينة بغطاء رأس والذي يطلق عليه اليوم “الوقاية” أو “الصمادة” الفلسطينية، وما ذكره فيليب حتي  ان فلسطين عرفت التطريز منذ القدم حيث تم العثور على إبر ودبابيس وآثار لمغازل من الحجر والعظم واثقال من الحجر والطين استخدمت لاجل الانوال ترجع الى الالف الثالث قبل الميلاد.

بعد التطور الذي ارتبط بالإستقرار وظهور المهنية أصبح هناك العديد من اشكال وأساليب التطريز التي اختلفت من منطقة الى أخرى وذلك حسب ثقافة الصانع، وهذا يعطي التميز لكل منطقة جغرافية متفردة بثقافتها بإعتبارها رمزاً يدل عليها، حيث اشتهرت حيفا بظهور البرتقال في مطرزاتها أما الخليل فتميزت بالعنب والزيتون، في حين تميزت بئر السبع لطبيعة المنطقة الصحراوية تميزت برسم النجوم كنجمة الصباح وبنات النعش والنجمة الثمانية على مطرزاتها، فاختلف لباس منطقة البادية عن منطقة الريف باختلافهما عن لباس اهل المدينة.

من الضروري ان يكون لكل شعب ما يربطه ويزيد من تماسكه بتراثه وتاريخه ومن أهمها الزي الشعبي، لا سيما ما يتعرض له التراث الثقافي في وقتنا الحالي من تهديد بالضياع أو السلب والنهب او الخراب نتيجة العديد من الظروف والعوامل.

وكانت اليونسكو قد أدرجت في كانون أول / ديسمبر 2021 ، التطريز الفلسطيني “الممارسات والمهارات والعادات المرتبطه به” على لائحتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وذلك نتاج جهد مشترك قامت به  وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع مندوبية فلسطين لدى اليونسكو، الأمر الذي من شأنه ان يعزز الاطار القانوني لحماية التراث الثقافي الفلسطيني، لا سيما في ظل استهداف الاحتلال الإسرائيلي التطريز بشكل مباشر ومحاولته نسب التطريز على انه تراث إسرائيلي، وبهذا الادراج الذي يعتبر انتصاراً على الرواية الإسرائيلية، أصبحنا نمتلك سلاحاً لمواجهتهم امام المجتمع الدولي ولمنعهم من استخدامه بالمحافل الدولية باعتباره تراث فلسطيني.

وتؤكد اللجنة الوطنية بهذا اليوم على ضرورة الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني بشتى اشكاله، من خلال تقديم الدعم  اللازم للجمعيات والمؤسسات المهتمة بالزي الفلسطيني بهدف الحفاظ عليه وحمايته من التهويد والطمس، بالإضافة الى دعم مشاريع الحرف اليدوية والتقليدية والتي يضمها التطريز وصناعة الملابس من التدريب وبناء القدرات وإتاحة الفرص لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وتعميق الانتماء بالهوية الفلسطينية.