أقرت منظمة اليونسكو في عام 2005 السابع عشر من تشرين ثاني/نوفمبر من كل عام يوما عالميا للفلسفة، وذلك من أجل خلق ثقافة فلسفية تقوم على النقاش الفلسفي المتضمن لاحترام التنوع الثقافي الإنساني ومبادئ التسامح وحرية الفكر والمعتقد وكرامة الإنسان، وقامت اليونسكو بطرح سؤال فلسفي يتمحور حول الشروط اللازمة لتحقيق وإحلال السلام في العالم. كانت الأمم المتحدة قد قامت باستشارة مجموعة من الفلاسفة عند صياغة الإعلان الدولي لحقوق الإنسان لان الفلاسفة لديهم الإلهام المجرد والموحد الذي يمكن أن يساعد في فهم الإنسان وطرح تساؤل الأهم ماذا يريد الإنسان؟
تنظر الفلسفة إلى العالم من وجهة نظر حرة وفكر حر يقوم على النقد وكسر الحدود في الغوص بالمعرفة كما هي لأنها منبعٌ للإجابة عن التساؤلات البشرية التي تحيط بوجوده في الكون من أجل الوصول إلى الحكمة. وبهذا تكمن أهمية الفلسفة بأنها بداية الطريق للتحقق والوصول إلى الحقيقة التي يمكن البناء عليها من أجل المستقبل.
إن رجعنا إلى الثقافة العربية وثقافة العالم الإسلامي فإننا نجد قديماً أن أشهر العلماء في مجالات الطب والرياضيات وعلم الاجتماع واللغات والعلوم هم فلاسفة بالأساس ولا شك أننا سمعنا عنهم وبإنجازاتهم في كل المجالات منهم ابن سينا، الشيرازي،ابن باجه، ابن خلدون، الفارابي وابن رشد،على سبيل الذكر- لا الحصر وغيرهم من الذين أغنوا العلوم والفكر في العالم أجمع وليس فقط الفكر العربي والإسلامي وأصبحت مؤلفاتهم الفلسفية مرجعاً عالمياً إلى الآن مثل كتاب ” الشفاء ” لابن سينا وكتاب” تهافت التهافت” لابن رشد وابن خلدون الذي يعتبر المؤسس لعلم الاجتماع عبر مقدمته التي تعتبر المرجع الأساسي لكافة علماء الاجتماع و المدارس النظرية في العالم والتي ما زالت تدرس إلى يومنا الحالي في أنحاء العالم وهذا يجيب عن أهمية الفلسفة والفكر الفلسفي لربط الفكر والحقيقة بأي أطر نظرية تطرحها العلوم.
فلسطينياً، لا يمكننا ترك التفسير الفلسفي حول تغول الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكات حقوق الإنسان، والذي يقوم على العنصرية واستغلال التفوق العسكري كدافع للاضطهاد ومبدأ السيطرة للأقوى وهذا يدفعنا في اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم أن ندعو المنظمات العالمية والدولية للتفكير في آليات للفكر المضاد والذي يدحض الفوقية الممارسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي التي تنافي كافة الحقوق والمواثيق البشرية وتكفل حق الإنسان في العيش بكرامة.