اليوم الدولي للغة الأم

2023/2/21

يصادف الحادي والعشرين من شهر شباط/فبراير من كل عام اليوم الدولي للغة الأم، وجاءت فكرة الاحتفاء بهذا اليوم بمبادرة من دولة بنغلادش، حيث أقرها المؤتمر العام لليونسكو في عام 1999، وبدأ الاحتفال بها منذ العام 2000، ويعبر هذا اليوم عن أهمية التنوع اللغوي والثقافي في العالم في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحقيق السلام في العالم من خلال الحفاظ على اختلاف الثقافات وتعدد اللغات بما يثري البشرية بالمعرفة.
يبلغ عدد لغات العالم في الوقت الحالي7151 لغة، وبالرغم أن 6% من سكان العالم يتحدثون 4000 لغة إلا أن 95% من هذه اللغات مهددة بالاندثار مع نهاية عام 2100، حيث تشير الإحصائيات، أنه كل أسبوعين تندثر لغتين من هذه اللغات، وتشكل العولمة والآثار بعيدة المدى للاستعمار من أهم الأسباب في اندثار هذه اللغات. والذي يؤدي بدوره إلى اندثار العديد من الثقافات ومحو التراث الثقافي للشعوب والتي تسمى الشعوب الأصلانية، ولهذا أقرت اليونسكو في العام 2019 خطة عمل عالمية للحفاظ على الشعوب الأصلانية خلال العقد 2022-2032، وذلك من أجل الحفاظ على الشعوب الأصلانية ولغاتها في العالم تتضمن الخطة وضع السياسات والبروتوكولات الدولية والعالمية من أجل الحفاظ على لغات الشعوب الأصلانية، إضافة إلى العديد من الورش والمؤتمرات التي يتم فيها إبراز أهمية هذه اللغات.
وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الرابعة ترتيباً من حيث عدد المتحدثين الأصليين بها في العالم، حيث يقدر عدد المتحدثين باللغة العربية بالعالم النصف مليار إنسان، يوجد غالبيتهم في المنطقة العربية حيث تعتبر اللغة العربية هي لغة الدولة الرسمية، ولا تعد اللغة العربية ضمن اللغات المهددة بالاندثار، حيث أنها لغة عريقة تنتمي إلى مجموعة اللغات السامية منذ آلاف السنين.
فلسطينياً، تعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية ، وهناك من يتحدثون لغات أخرى مثل اللغة السامرية ولكنها لا تعتبر من اللغات المهددة بالاندثار ،وتولي اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم أهمية كبرى للقضايا اللغوية ذات الصلة، لأنها تعبر عن قضيتنا وثقافتنا وتراثنا الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تشويهه من خلال المحاولات المستمرة في تهويد المناهج في القدس، وتهويد المعالم الفلسطينية ولذلك تحرص اللجنة الوطنية على مواكبة و استقطاب وتوطين أفضل الممارسات ذات الصلة من خلال عملها مع المنظمات الثلاث (اليونسكو،الإيسيسكو، والألكسو) وبالتعاون مع جهات الاختصاص الوطنية بما يخدم ويصون التراث والثقافة الفلسطينية والتي تعد اللغة العربية ضمن أسسها وثوابتها الدائمة.