يوم احياء التراث الثقافي العربي

2023/2/27

يصادف 27 شباط من كل عام يوم احياء التراث الثقافي العربي وهي مناسبة أقرَّها مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في آذار 2016 في قراره رقم (8030)، وجاء هذا القرار ليؤكد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية التي تعتبر مهد الحضارات والثقافة.
جاء الاحتفال بالتراث الثقافي العربي تأكيداً على الهوية الثقافية للعالم العربي، إذ يشجع على نشر التوعية والثقافة وإبراز أهميتها ودورها في تطوير المجتمعات العربية والإنسانية، فالتراث هو ما ورثناه من الأجيال السابقة وهو رسالة الأجداد الى الأبناء سواء كان عمارة وأمور مادية أو الممارسات والعادات والتقاليد المرتبطة بالتراث، لا بد من تطوير التراث من خلال استخدامه داخل حدود المحافظة، بهدف احياءه ونقله للأجيال القادمة.
تطور مفهوم التراث الثقافي من خلال الاتفاقيات الدولية التي أطلقتها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” التي أكدت وجوب توفير الحماية والحفاظ والإتاحة لكل ما يتعلق بالتراث الثقافي والتي بدأت بإصدار اتفاقية 1954 لحماية الممتلكات الثقافية باعتبارها أم الاتفاقيات، تلتها اتفاقية 1970 واتفاقية 1972 واتفاقية 2003 واتفاقية تأسيس مفهوم التراث الثقافي غير المادي 2005، وقد أكدت هذه الاتفاقيات على حماية جميع اشكال التراث الثقافي المادي والغير مادي.
تتميز فلسطين بموقع جغرافي انعكس على موروثها الثقافي والحضاري، لا سيما التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي؛ فلسطين التي يتشابك التاريخ فيها ليشكل لوحة فسيفسائية رائعة الجمال تؤكد على هوية الحضارة والتاريخ الفلسطيني، فهي عراقة الماضي وأصالة الحاضر، ولد فيها سيدنا عيسى عليه السلام، وعرج منها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام إلى السماء، فيها أقدم مدن العالم “تل السلطان” أريحا، هي مرآة التاريخ والفن، فيها كهوف سكنها الإنسان الصياد، فيها آثار الكنعانيين والإغريق والرومان والعثمانيين، إذ تزخر بالعديد من القصص والروايات التاريخية الواقعية التي جرت على أرضها منذ سكنها الإنسان لغاية الآن.
تسعى اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم ومنذ نشأتها على تعزيز الهوية الفلسطينية والتمسك بالتراث الفلسطيني من خلال التأكيد على وحدة الثقافة العربية ودعم التراث الثقافي العربي المشترك، وتوثيق الصلات بين الوزارات المعنية بالشؤون الثقافية في فلسطين والوطن العربي والمجتمع الدولي من أجل العمل على وضع الخطط والسياسات الوطنية والثقافية التي تهدف الى ترسيخ مفهوم التراث الثقافي وتوطيد علاقته بالهوية الفلسطينية العربية، اضافة الى وضع خطط وبرامج لدمج المناهج التربوية والتعليمية بالتراث الثقافي بهدف ايجاد افكار تقدم التراث الثقافي الفلسطيني، تحافظ عليه وتنشره بين الأجيال الجديدة، في ظل المحاولات الإسرائيلية المستمرة لسرقة تراث شعبنا الفلسطيني.
تعمل اللجنة الوطنية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في مجالات التربية والثقافة والعلوم، على فضح الانتهاكات الإسرائيلية لتراثنا الفلسطيني والممارسات الاسرائيلية التي تسعى لهدم المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعربية والإسلامية.
كما تعمل اللجنة الوطنية على تفعيل دور المؤسسات الحكومية مع المنظمات الدولية المهتمة بالتراث الثقافي ونشاطاته بهدف حفظه وحمايته واعادة تأهيله وإدارته ونشر الوعي حول أهميته، بالاضافة الى استقطاب المشاريع المتخصصة بالتراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي التي تطرحها المنظمات الدولية التي تعنى بالتربية والثقافة والعلوم اليونسكو والإيسيسكو والألكسو بما يخدم السياق الفلسطيني.