2023/3/3
تحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)في 3 آذار /مارس من كل عام باليوم العربي للمياه ، وفقاً لقرار المجلس الوزاري العربي للمياه في جامعة الدول العربية في عام 2009، ويأتي هذا العام تحت شعار “حافظ على المياه تحافظ على الحياة”، للتأكيد على أهمية المياه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فالمياه من أهم الموارد الطبيعية وأساسيات الحياة التي ينبغي الاهتمام بها وإدارتها وتعزيز الوعي لدى المجتمع العربي بأهمية هذا المورد الثمين .
تعاني الدول العربية نقصا في المياه وتحتل ترتيباً متأخراً من حيث توفر موارد المياه العذبة المتجددة وتعد حصة الفرد فيها من المياه الأقل دولياً مقارنة مع مناطق العالم الأخرى وأسباب هذه المشكلة متعددة ومتداخلة بعضها ذو أبعاد طبيعية وبيئية ومناخية وبعضها الآخر يعود لأسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية .
و تعتبر قضية المياه في الوطن العربي قضية استراتيجية حيوية مهمة تشغل إهتمام الباحثين بمختلف إختصاصهم، وذلك في ضوء عدم كفاية المصادر المائية المتاحة لسد احتياجات سكان المنطقة والذين يتزايدون بإضطراد، وهو ما قد يؤدى إلى تفجر صراعات سياسية وربما عسكرية على هذه المصادر.
كما يعد تغير المناخ الخطير الذي تواجهه المنطقة أحد أبرز المخاطر التي تهدد واقع المياه العربية والإقليمية بما يحمله من جفاف و نضوب في منسوب المياه ، وقلة تغذية المياه الجوفية ، وانتشار ظاهرة التصحر. وأيضا ارتباط المياه بالزراعة والتنمية فقد ارتبط بالمياه مفهومي الأمن المائي والأمن الغذائي اللذان يعتبران أمران رئيسان في بناء الدول واستقلالها واستقرارها.
وفي شهر شباط/فبراير نظم المجلس العربي للمياه ” الملتقى العربي للمياه 2023 ” شاركت فيه منظمة الألكسو والعديد من الدول العربية والمنظمات الإقليمية والدولية وخبراء دوليين وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني من المنطقة العربية وخارجها وصانعي سياسات ، لبحث آلية تنفيذ التوصيات والقرارات المنبثقة عن مؤتمر المناخ COP27 والذى عقد فى مدينة شرم الشيخ المصرية في تشرين ثاني/ نوفمبر 2022. وركّز الملتقى بشكل خاص على سبل تكيف قطاع المياه مع آثار تغير المناخ من خلال تنفيـذ الإجراءات المطلوبة، بما في ذلك مشروعات الموارد المائية غير التقليدية، وتشجيع وتعزيز الاستثمارات العامة والخاصة لمجابهة حواجز التمويل ،وتنفيذ خطط العمل المناخي القابلة للتنفيذ في المنطقة العربية .
وفي ضوء الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق المائية الفلسطينية ،و تفاقم أزمة ندرة المياه الفلسطينية والسيطرة المستمرة على مواردها ، واتساع الفجوة في حصة الفرد الفلسطيني من المياه وما يتوفر له ، و في ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وحقوقه غير القابلة للتصرف ؛ نظمت دولة فلسطين ممثلة بسلطة المياه الفلسطينية المؤتمر العربي الرابع للمياه، في جامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، تحت شعار “الأمن المائي العربي من أجل الحياة والتنمية والسلام” .
و لأن فلسطين ما زالت تختص بظروف سياسية قاهرة، وتعاني من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مواردها الطبيعية المستمرة ، كان لابد من التوجه الى سياسات تحمي ما تبقى للفلسطينيين من موارد وما هو متاح في سبيل تعزيز صمودهم ؛ فقد سعت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الى تعزيز الجهود والمساعي الفلسطينية في مواجهة أزمة المياه ، من خلال حشد الإمكانات والخبرات الفلسطينية على صعيد القطاع الحكومي والمجتمع المحلي و مراكز البحوث المختصة في قطاع المياه.
و بادرت اللجنة الوطنية بالتنسيق مع سلطة المياه وجهات الاختصاص، لتشكيل لجنة وطنية للبرنامج الهيدرولوجي الحكومي الدولي التابع لليونسكو؛ تضم في عضويتها ممثلين من ذوي الخبرات والاختصاص عن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية،حيث صدر قرار مجلس الوزارء في 28 آب/أغسطس 2022.
وتهدف اللجنة إلى رفع القدرات الفلسطينية وتبادل المعرفة و تطوير حلول ذكية و فعالة وتطوير استراتيجيات وإدخال تقنيات جديدة على فلسطين تحقق بدورها الإدارة المستدامة والمتكاملة للموارد المائية ، وتحسن من إدارة المياه على الصعيدين المحلي والعالمي ،ولتعزيز مشاركة فلسطين في مجالات علوم وإدارة المياه وتقييم التنمية المستدامة لموارد المياه المعرضة للخطر ، ونشر الوعي بشأن القضايا العالمية المتصلة بالمياه .