
2022/4/21
يحتفل العالم في ال 21 من نيسان/أبريل من كل عام باليوم العالمي للإبداع والابتكار بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر في الـ 27 من نيسان/أبريل 2017. جاء هذا اليوم نتيجة الحاجة للتأكيد على ضرورة رفع الوعي بدور الإبتكار في جميع مناحي التنمية البشرية و من أجل تشجيع التفكير الإبداعي متعدد التخصصات للمساعدة على تحقيق مستقبل أفضل، و كذلك لتشجيع أفضل الممارسات و تسليط الضوء على استخدام التفكير المبدع و التكنولوجيا في تطوير الاقتصاد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية سد الفجوة المعرفية بين القطاعين الأكاديمي والعملي في مجالات التطوير الاقتصادي و الاجتماعي.
يعرف الإبداع لغة بأنه الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة أو غريبة، و يعرف اصطلاحا بأنه القدرة على إيجاد حلول لمشكلة أو أداة جديدة أو أسلوب جديد. لذلك لم يكن من الغريب أن تقوم البشرية بالتركيز على الإتيان بالأشياء الجديدة لحل المشاكل القديمة و الجديدة على مر التاريخ، و ليس من الغريب أبدا أن تقوم مؤسسات الأعمال بما فيها القطاعين العام و الخاص بتشجيع الموظفين على إيجاد منظومات فكرية إبداعية تسخرها في كيان المؤسسات من أجل دعم اقتصاد هذه المؤسسات بالتغلب على مشكلاتها و تنميتها تنمية شاملة تعود بالنفع على العائد الاقتصادي و التخفيف من التكاليف. كان الإبداع و الإبتكار جزء مضمن من الإقتصاد الشامل قائم على التأويلات بالمعايير الفنية و انتهاء بعدم وضوح دوره الاقتصادي في عجلة التنمية المستدامة و أهميته على مستوى الأمم، حتى انتشار جائحة كوفيد-19 و الذي حتم على البشرية استخدام الإبتكار و الإبداع بمساعدة كافة السبل المتاحة و بالأخص الذكاء الصناعي من أجل التغلب على الصعوبات التقنية و الاقتصادية التي جاءت بها الجائحة و جعل الإبتكار و الإبداع أحد المقومات الأساسية الحديثة التي تقوم عليها اقتصاديات الدول.
على المستوى الوطني، و إيمانا بأهمية الإبداع و الإبتكار في السياق الفلسطيني، جاء المرسوم الرئاسي بإنشاء المجلس الأعلى للإبداع والتميّز عام 2012 من أجل إيجاد مجتمع فلسطيني غني بالإبداع، ومتميز الأداء في جميع مناحي الحياة من خلال استثمار الطاقات الإبداعية الكامنة لدى الشعب الفلسطيني، وتحقيقاً للدور الحيوي للإبداع في بناء الدولة الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومنعته وازدهاره، ومن أجل ترسيخ ثقافة الإبداع والتميز في أوساط المجتمع الفلسطيني ونشر وتجذير ثقافة التميز والإبداع في أوساط الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في صفوف الشباب، و تعزيز بنية منظومة الإبداع في القطاعات المختلفة و التمثيل اللائق والفاعل لفلسطين ضمن منظومات الإبداع والابتكار الإقليمية والدولية.
إضافة إلى ذلك، قامت الحكومة الفلسطينية برعاية العديد من المشاريع الريادية سواء رعاية لوجسيتية أو مادية خاصة بعد أزمة كوفيد-19 و مشاريع الدعم من البنك الدولي. و كانت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم وما زالت حاضرة دوماً بمتابعاتها وتدخلاتها وجهودها في المجالات التكنولوجية و المهنية و التي تعنى بالإبداع والإبتكار كجزء من مهمتها الإستراتيجية، والتي كان آخرها نجاح إنشاء كرسي اليونسكو في البيانات في الجامعة الأمريكية، لتمثّل اللجنة جسراً ممهداً للممارسات الدولية ذات الصلة وتوطينها بما يخدم فلسطين وشعبها.